بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أردت في هذا الموضوع توضيح هذا الامر الذي يجهله الكثير وربما يكون مصاب به وهو لايعلم

كيف يُعرف المصاب بالعين ؟

من علامات الإنسان المصاب بالعين: صداع ،وصفرة وجه ،وكثرة تعرق ، وكثرة تجشُّاٍ وتثاؤب، وقلَّة نوم أو كثرته، وضعف شهية ، ورطوبة يديه ورجليه مع تنمل فيهما ، وخفقان في القلب ،وخوف غير طبيعي، وغضب وانفعال شديدان، وحزن وضيق في الصدر، وألم أسفل الظهر وبين الكتفين ،وأرق بالليل . وقد توجد هذه العلامات كلها أو بعضها على حسب قوة العين وكثرة العائنين ، كما أنها قد توجد في غير المصاب بالعين بسبب مرض عضوي او نفسي..

أنواع الحسد:

1) حسد مندوب : وهو الغبطة ومعناها : أن يكره فضل شخص عليه فيُحِب أن يكون مثله أو أفضل منه دون زواله عنه، وهي المنافسة في القربات ، كفعل ذياب رضي الله عنه عندما قال لأبي بكر: (لا أسابقك إلى شيء أبداً ) عندما جاء بماله كله، قال شيخ الإسلام: (ما فعله ذياب من المنافسة والغبطة المباحة فهذا محمود، ولكن حال الصدّيق أفضل منه،وهو أنه خَالٍٍ من المنافسة مطلقاً لا ينظر إلى حال غيره ) . وكذلك حال الصحابي الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : « يدخل عليكم رجل من أهل الجنة » – قالها ثلاثاً – وعندما سأله عبد الله بن عمرو بن العاص قال: « لا أجد على أحدٍ من المسلمين في نفسي غشاً ولا حسداً على خير أعطاه الله إياه ». فقال عبدالله: « هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق! » وكذلك حال موسى صلى الله عليه وسلم مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الإسراء لما بكى موسى. فتلك هي الغبطة التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم حسداً بقوله: « لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله المال فهو ينفق منه في الحق آناء الليل والنهار » . ولذلك وزن أبوبكر إيمان هذه الأمة لأجل هذه الصفة، فهو ممن قال الله فيهم: )وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ` أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ( .

2) حسد مباح : في أمور الدنيا بشرطين: التبريك وذكر الله، وعدم تمني زوال هذه النعمة.

3) حسد مكروه : بوصف أخيه دون التبريك وذكر لله، ومن فعل ذلك فقد فتح على أخيه باب أذى من الشيطان، وإن لم يتمن زوال نعمته، لأنه لم يذكر الله فأصبح مذموماً، والأصل أن يكون ذاكراً لله في جميع أوقاته، حيث أثنى الله عز وجل على الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، فليس مجرد ذكر لله فقط، بل يشمل عدم فتح المجال أمام الشيطان لإيذاء الآخرين، وهذا كقصة عامر مع سهل رضي الله عنهما .

4) حسد محرم : إذا فقد الشروط السابقة، فلم يبرك على وصفه، وتمنّى زوال النعمة عنه ، وهي العين القاتلة ، ولا تأتي إلا من نفس خبيثة والعياذ بالله ، وهذا مثل حسد اليهود .

ما هي علاقة العين بالسحر؟

حينما قال عز وجل في سورة الفلق : ) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ` وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ(. قرن بين السحر والحسد، وهذا يشير إلى وجود علاقة بينهما وهي: أن الساحر ينفث في العقدة من الشعر أو الظفر التي يربطُ بها شيطاناً لإيذاء المسحور ،والحاسد (العائن) يربط الشيطان بوصف يعجبه لم يذكر اسم الله عليه لإيذاء المعيون،فكلاهما يوقع الضرر. فيشتركان في الأثر ويختلفان في الوسيلة.

فائدة : قال تعالى : ( وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ). (كيف عرَّف النفاثات ونكَّر ما قبلها وما بعدها؟ لأن كل نفاثة – ساحرة – لها شر، وليس كل غاسق وحاسد له شر ).

فائدة : يقول العوام: إذا عَرف العائن أنه قد أُخِذَ منه أثر، فإن الأثر لا ينفع، وهذا خطأ لمخالفته حديث عامر مع سهل حيث قال لعامر: اغتسل لأخيك وهو يعلم ذلك، ومع ذلك انتهت تلك العين.

فائدة : النظرة السُميَّة التي ذكرها العلماء وقاسوا عليها الأبتر وذات الطفّتين من الحيّات حيث أُعطيت قوة سمية ذاتية، كما أعطي الدّيك قوة للبصر في رؤية الملائكة، والكلب والحمار في رؤية الشياطين،أما بالنسبة للإنسان فالقوة السميّة المؤذية ليست ذاتية،بل بالوصف الذي لايذكر اسم الله عليه،كما في الحديث: « العين حقّ ويحضرها الشيطان ». وليست عن طريق آلة العين كما أوضحها ابن حجر في موضع سابق، ويوضح ذلك أن نبينا صلى الله عليه وسلم كان: « يتعوذ من الجان وعين الإنسان ». لوجود ارتباط بينهما.

فائدة : يقول العوام: إنه إذا كان هناك مس من الجن فلابد أن يكون في المرأة رجل من الجان، وفي الرجل امرأة من الجان، وهذا يخالف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: « اخرج عدو الله إني رسول الله » ، قالها للذي به مسٌّ من الجنون وهو ذكر.

فائدة : بعض العلماء قال بفائدة السدر والاغتسال به للسحر، وهذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم بل هي تجارب وهب بن منبه ذكره صاحب فتح الباري، وخاصية السدر لأنه يُذكِّر الجان بسدرة المنتهى التي عندها جنة المأوى، ويذكِّر بالسدر المخضود في الجنة، فيخافون لأنهم أهل مشاعر مرهفة حساسة. فاستعمال السدر سواء في السحر أو غيره إيذاء للجان ولا يختص بالسحر وحده.

فائدة مهمة في أهميّة الرقية بنيّة الدعوة إلى الله : قال تعالى: ) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ( آل عمران 104 ، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسير الآية : ( يدعون من؟ المفعول محذوف فهو يشمل كلّ من تتوجّه الدعوة إليه ؛ أيّ إنسان ، وهل يُدعَون الجن؟ نعم يدعون ، ولهذا كان المفعول محذوفاً من أجل العموم )

أسئلة شاملة عن العين

س1: كيف نفرق بين الحاسد والمعجب ؟

جـ: المعجب:هو الذي لا يتمنى زوال النعمة بل يتمنى مثلها فإذا وصف ولم يبرك وحضر الشيطان فإنه يؤذي المحسود بتعب عن طريق هذا الشيطان وتأتي من الرجل المحبّ والصالح بدون قصد.

أما الحاسد: والعياذ بالله فهو الذي يتمنى زوال النعمة عن المحسود فإذا وصف ولم يبرّك وحضر شيطانه فإنه يهلك هذا المحسود بإذن الله، وهذه هي القاتلة المهلكة التي تدخل الجمل القدر والرجل القبر وترديه من حالق ولا تأتي إلا من نفس خبيثة لديها خلل في الإيمان بالقضاء والقدر فحسده كحسد اليهود ومن شاكلهم.

س2: ما هي كيفية أخذ الأثر؟ وهل ينفع هذا الأثر إذا علم العائن ؟

جـ: كيفية أخذ الأثر: من أي شيء مسّه العائن من ريق أو عرق لأن المقصود هو رائحة العائن لكي تطرد شيطانه المتسلط على المعيون فيؤخذ مثلاً: بقايا أكله أو شربه أو ما مسه جسده من المباحات كمسح مقبض الباب ولو لمرة واحدة فإنها نافعة بإذن الله كما هو مشاهد. ولا يكرّر أخذ الأثر لأنه أشبه بالتطعيم لمرة واحدة فقط. أما علم العائن بأخذ الأثر فإنه لا يضر فهذا عامر العائن رضي الله عنه قد قال له النبي صلى الله عليه وسلم « اغتسل لأخيك » ، وهو يعلم أنه أصاب سهلاً بعينه.

س3: ما هي طرق الاتهام ؟

جـ : طرق الاتهام: إما أن يسمع أو ينقل له وصفٌ قيل فيه بدون تبريك وإما أن يرى في المنام رؤيا تدل على العائن، وأما أن يحس بضيقة وتكدّر من بعض الأشخاص دونما سبب واضح، وإما أن يقرأ عليه القرآن فيخطر في باله أثناء الرقية عليه عدة أشخاص يظن أنهم العائنون في الغالب، وهذه الطرق ظنية لا يقطع بها ولكن يستأنس بها مع إحسان الظن في الجميع.

س4: كيف نفرق بين الاتهام والتخييل ؟

جـ: الفرق بينهما عظيم فالاتهام إعمال لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح في قوله للمعيون: « من تتهمون » ، وهذا مأمور به بنص حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.

أما التخييل فهو الاستعانة بالشياطين لمعرفة العين والسحر وهو محرم ولقد أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الموقرة بتحريم ذلك في فتوى لها برقم ( 20361) في 17/4/1419هـ.

س5: هل تسبب العين أمراضاً عضوية ومشكلات مادية أو اجتماعية ؟

جـ: نعم تتسبَّب العين في عدم شفاء كثير من الأمراض العضوية، بل واستفحالها، وكذلك المشكلات المادية والزوجية والقطيعة وكثير من المصائب،كيف وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين » ([1])، فما دون الموت من المصائب أولى أن تلحق بالعين.

س6: هل يكتفي بأخذ الأثر لمرة واحدة فقط أم لا بد من التكرار ؟

جـ: يكفي الأخذ لمرة واحدة فهو كما أسلفنا كالتطعيم ، ولا يكرّره حتى لا يفتح باباً للوسواس الشيطاني، إلا إن كان من مشهورٍ بالعين فيؤخذ منه مراراً لكثرة شياطينه ، وينبغي إحسان الظن فيمن أخذ منه الأثر، وأن لا يقاطعه أو يبغضه، لأن كل إنسان معرَّض لمثل هذا.

س7: الإضافة للماء والزيت المقرؤ فيهما باستمرار هل يضعف تأثيره ؟

جـ: بالعكس لايضعفه أبداً لأن القرآن الكريم شفاء، وهو نور لا ينقطع أبداً، والتجربة تثبت هذا، و يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : « مُدّوهُ من الماء فإنّه لا يزيده إلا طيباً » ([2]) ، وهذا القول منه صلى الله عليه وسلم عن فضلة وضوءه الذي أعطاه لبعض الصحابة لنضحه على أرض معبدهم بعد هدمه لبناء مسجدٍ عليه تبركاً به. فإن كان هذا في شأن الماء المبارك منه صلى الله عليه وسلم، فكيف بالماء المبارك بتلاوة كلام الخالق فيه.

س8: إذا أخذ الأثر من العائن فهل يستعمل كما هو أم (يُغلى) ؟

جـ: الأفضل أخذه كما هو ولو جرعة قليلة فيه نافعة لو غُلي أو خفف فلا يضر إن شاء الله.

س9: هل يجمع أثر العائنين في وعاء واحد أم يؤخذ كلٌ على حدة ؟

جـ: كلا الأمرين نافع بإذن الله والأصل المبادرة بالأخذ وسرعة التخلص من العين.

س10: هل أخذ الأثر يسبب عداوة ؟

جـ: أخذ الأثر البسيط نافع بإذن الله ولا يسبب عداوة والاتهام دليل ظني لا يقطع به ولكن يستأنس به.

س11: هل يبقى الأثر على الموضع لمقبض الباب مثلاً ولو كثرت عليه الأيدي أو تقادم عهده ؟

جـ: نعم يبقى بكل تأكيد والمقصود رائحة الإنسان العائن وأصدق مثال على ذلك الكلب يشم الروائح ولو تقادم عهدها فما بالك بالشيطان وهو أكثر شماً ويستأنس بحديث أبي هريرة رضي الله عنه: « إن الشيطان حسّاس لحّاس فاحذروه على أنفسكم» ([3]) .

س12: هل يصاب الإنسان وهو متحصن بالأذكار وهل يصاب العالم ؟

جـ: نعم يصاب الإنسان المتحصن إذا انفعل انفعالاً شديداً وأشدها الغضب وهو من الشيطان فهو يضعف التحصين فيكون منفذاً للشياطين، ولا أدلّ على ذلك من حادثة أباَن بن عثمان فإنه لما حدّث بقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من قال باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء»، جعل المتحدث ينظر إليه وقد أصابه الفالج (شلل بسبب جلطة)، فقال له: مالك تنظر إليّ؟ والله ما كذبت على النبي صلى الله عليه وسلم ولكنّي غضبت. فهذا العالم الجليل أصيب، وهو يحدّث بهذا الحديث فمن دونه أولى أن يصاب، فمن انفعل فلا بد من إعادة التحصين من جديد

سؤال مهم جدا والاجابه عليه أهم

س: ما هو سر تسلّط الشياطين في وقتنا الحاضر بشكل خاص وانتشار العين ؟

جـ: لا شك أن تسلط شياطين الإنس والجن في هذا الوقت يسترعي الانتباه وذلك راجع إلى اسباب كثيرة منها: ضغوط الحياة ومغرياتها التي صارت شغل الناس الشاغل، ونقضت كثيراً من عرى الإسلام مع قلة الأذكار فحينئذٍ وجد الشيطان فرصته للانقضاض على القلوب الفارغة من ذكر الله.

أما مسألة انتشار العين في هذا الوقت فقد أشار إليها رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله: «أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين»، وقوله صلى الله عليه وسلم محذراً أصحابه: « ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم الدنيا فتتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم» ،أو كما قال. وفي الزمن الماضي كان الجميع يأكلون في أناء واحد ويشربون من أناء واحد فإن كان بينهم حسد انتهى بأخذ الأثر أثناء الأكل والشرب، أما في وقتنا الحاضر فقد استقل كل إنسان بأكله وشربه ولباسه فكثر المس عن طريق العين فبرزت الحاجة الملحة في الآونة الأخيرة إلى فتح عيادات قرآنية وتنظيم الرقية وتقعيدها ، شأنها شأن العلوم الإسلامية الأخرى التي أُصِّلت، ولم يكن المجتمع الإسلامي الأول بحاجة إلى الرقية لأنهم كانوا يمارسون الأذكار جُلَّ وقتهم فلم يكن للشيطان نصيب فيهم، أمّا في وقتنا الحاضر ومع كثرة الأذكار المطبوعة والمسموعة فهي للأسف الشديد لا تطبّق على الوجه المطلوب: فهي لا تقال إلا عند الحاجة، أو على وقت الفراغ ، وتمارس عادة أكثر منها عبادة .

س: هل أخذ الأثر البسيط من العائن كافٍ أم لا بدّ من الاغتسال ؟

جـ: بحسب التجربة يكفي الأثر البسيط بإذن الله لأن المقصود هو رائحة الإنسان المميزة ،ولو حصل اغتسال فهو أفضل وعلى العموم فالمقصود الرائحة فقط ولو غُلِيَتْ منعاً من العدوى والقذارة فلا بأس.

س: كيف يتم الاحتراز من الإصابة بالعين ؟

جـ: يتم الاحتراز من العين بإذن الله بطريقين الأول: التحصين بذكر الله المستمر مع أوراد الصباح والمساء. الثاني: ستر محاسن من يخشى عليه العين كما ذكر البغوي([5]) أن عثمان رضي الله عنه رأى صبياً مليحاً فقال: (دسِّموا نونته لئلا تصيبه العين) والنونة: النقرة تكون في ذقن الصبي الصغير.

س: يقول الإمام ابن حجر رحمه الله: (وتكون العين بإعجاب ولو بدون حسد، وتكون من الرجل المحبّ وتكون من الرجل الصالح..)، نرجوا من فضيلتكم شرح هذه العبارة، وهل يلزم من كل عائن أن يكون حاسداً؟ وهل تكون العين من الصاحب والقريب والصالح وإن كان مازحاً أو مادحاً ؟

جـ: الأصل في العين أن تكون من حاسد، وقد تحصل بالغبطة من غير حسد ظاهر فقد تحدث العين بسبب كلمة من غير حاسد أو من صديق أو قريب لكنها قد تثير إعجاب الجن الذين يخالطون الأنس أحياناً كما في الحديث المتفق عليه في قصة المسفوعة قال صلى الله عليه وسلم: «استرقوا لها فإن بها النظرة»، أي من الجن. وعلى هذا قد يحدث أن تكون العين من الصديق والقريب والصالح، بوصف أو مزح أو مدح، حال الجد أو الهزل، أي أن الصديق والقريب والصالح قد يتسبب في حدوث العين بقصد، أو بغير قصد وهو الغالب .

س: ورد من حديث أمامة بن سهل بن حنيف قول النبي صلى الله عليه وسلم «من تتهمون؟» فما معنى الاتهام ؟ وما مشروعيته في علاج العين ؟ وهل يلزم إخبار الشخص المتهم بالعين سواءً كان حاسداً أو معجباً لأخذ الأثر منه، أم يؤخذ ولو بدون علمه شيءٌ من عَرَقِه أو ريقه حتى لا يحدث في النفوس شحناء ؟

جـ: معنى الاتهام ظاهر،وهو أن من تصيبه العين يشرع أن يتذكر المواقف السابقة التي يرد الاحتمال أن تكون من أسباب إصابته بالعين، ويستعرض في ذاكرته الأشخاص الذي يُحتمل أن يكون تكلم أحدهم في حقِّه بما يقتضي الحسد أو الغبطة أو وَصَفة عند الآخرين، أو رأى منه ما يغبطه عليه .

ويصدق ذلك قول الصحابي حينما قال النبي صلى الله عليه وسلم « من تتّهمون »، يعني في إصابة سهل بالعين، قالوا :عامر بن ربيعة، لأنهم سمعوه يشبه سهلاً بأن جلده كجلد المخبأة العذراء.

أما إخبار المتهم بالعين فهذا راجع إلى ملابسات الحادثة وما يمكن أن يترتب على ذلك، فإن كان المتهم بالعين عاقلاً ويتقبل الأمر دون مفسدة، فيحسن إخباره وأن يطلب منه أن يغتسل أو يمسح من آثاره، وإن كان الأمر على غير ذلك فيؤخذ من أثره دون علمه وكل ذلك نافع إن شاء الله .

طرق الوقاية والعلاج باذن الله

الوقاية من العين والسحر:

من الأعمال المحصّنة من البلاء قبل وقوعه بإذن الله:

1) حفظ العبدِ ربّهُ بامتثال أوامره : كالمحافظة على الصلوات جماعة في المسجد . قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى الصبح فهو في ذمة الله ، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء .. ) ، وبر الوالدين، والتطوع من صلاة وصوم وتلاوة القرآن.. ، وباجتناب نواهيه : باجتناب النظر المحرم والابتعاد عن الشاشات الهابطة ، وترك الأغاني وسماعها، ومقاطعة الحفلات المنكرة،فتفوز بحفظ الله الذي بشّر به نبيّك r بقوله: ( احفظ الله يحفظك )

2) الإكثار من الأوراد والأذكار: المستمدة من القرآن الكريم والسنة المطهرة ، وذكر الله في كل حال كأذكار ما بعد الصلاة ، والورد اليومي من القرآن وأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ منه . قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) طه : 124.

ومن الأعمال الرافعة للبلاء بعد وقوعه بإذن الله:

1) اليقين وحسن الظن بالله U أثناء الرقية الشرعية، وأن لا يقول: أجرّب كلام الله، بل يتيقن بأن فيه الشفاء ، وأنه الأصل في العلاج، قال تعالى : )وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراًً( الإسراء/82 .

2) تعظيم الخالق والالتجاء إليه والتعلق به والتوبة إليه ودعاؤه، فهو الشافـي وحده، ورقيتك لنفسك إن استطعت إذا أصابك بلاء أفضل من رقية غيرك.

3) الإحسان إلى الناس وبذل الصدقة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من نَفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نَفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والأخرة ، من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .. ) ، وعن أبي أمامة t قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( داووا مرضاكم بالصدقة )

الآيات والأوراد التي تُقرأ على المعيون

من الآيات : الفاتحة، أول البقرة، آية الكرسي، خواتم البقرة، أول آل عمران، آخر الحشر ، قوله تعالى: )فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( البقرة/137، ) وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ( القلم/ 51 . ) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً( النساء/ 54 . ) فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ ( الملك/ 3 . ) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ( الأحقاف/31 ، المعوّذتان ، وسورة الإخلاص، وتقرأ آيات الشفاء، وهي: )وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراًً( الإسراء/82 ، ) قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء ( فصلت/ 44،) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ( يونس/ 57 ، ) وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ( التوبة/ 14 ، ) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ( الشعراء/ 80 .

ومن الأدعية : (أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ) سبع مرات ، (أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) ثلاث مرات ، ( اللهم ربّ الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً) ثلاث مرات ، (حسبي الله لا إله إلا هو توكلت عليه وهو رب العرش العظيم ) سبع مرات ، (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) ثلاث مرات ، (اللهم أذهب عنه حرها وبردها ووصبها ) .

تنبيهات مهمة :

* جميع آيات القرآن الكريم رقية إذا أُريد بها الشفاء والهداية .

* للرقية طرقٌ ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم هي: 1) قراءة الرقية مع النفث ( وهو الريق الخفيف). نهاية كل آية أو كل مجموعة من الآيات أو نهاية القراءة . 2) القراءة بدون نفث. 3) القراءة ثم أخذ الرّيق بالإصبع ثم خلطه بالتراب ومسح موضع الألم به. 4) قراءة الرقية مع مسح موضع الألم .

* الأفضل عدم الإكثار من القراءة على المريض في البداية والاقتصار على بعض هذه الأوراد، لأنها كالدواء، لا إفراط ولا تفريط، وحتى لا يملَّ الراقي والمرقي عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back To Top