بسم الله الرحمن الرحيم
ما هيَّ الاعتقادات الخاطئة المتعلقة بالعين والحسد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
يتداول بين الناس اعتقادات خاطئة كثيرة ، وكافة تلك الاعتقادات لا بد أن توزن بميزان الشريعة ، فالمجتمعات الإسلامية كثيرا ما تلقي أسباب الهزيمة والتأخر على الغير ، وتعيد تلك الأسباب للعوائق الخارجية كالغزو الفكري والاستشراق ونحوه ، ومع ذلك لم تتبين هذه المجتمعات مدى خطورة العوائق الداخلية التي تكنها الصدور والأنفس والتي لها دور كبير في حصول المصائب الفردية والجماعية ، ولا شك أن للعوائق الخارجية دور في هذه المصائب التي تحيط بنا من كل حدب وصوب ، ولم تكن لتؤدي دورها ومفعولها لو صلحت النفوس ، واستكان القلب بالطمأنينة وبالقرب من خالقه سبحانه 0
إن الاهتمام بإزالة العوائق الداخلية جزء أساسي لا بد أن نوليه الاهتمام لكي تتوفر شروط الانتصار على العوائق الخارجية التي تعترض الطريق للحيلولة من تحقيق الأهداف المنشودة 0
ومن الأولويات التي يجب أن تنال حيزا مهما في حياة المسلم ، التوجه لله سبحانه وتعالى بالعبادة حسب شرعه ومنهجه ، وإخلاص التوحيد له ، وتنقية الاعتقاد من كل الشوائب والرواسب ، والسير بخطى الأنبياء والرسل والصالحين ، وهذا ما سوف يظهر المسلم بالصورة التي رسمها له الإسلام وصقلها به 0
ويلاحظ اليوم مدى الانتشار الواسع لكثير من الأمور المحدثة التي أثرت على فئة غير قليلة من المسلمين في شتى أنحاء العالم الإسلامي ، وذلك بتفشي الاعتقادات الخاطئة المتوارثة عن الآباء والأجداد نتيجة لعادات وتقاليد معينه ، أو التي تم نقلها لمجتمعاتنا ، وارتباط هذه الاعتقادات ارتباطا وثيقا بالحضارة الغربية ، والأخطر من ذلك أنها قد تتعلق بالأديان المنحرفة التي تؤدي إلى أخطار لا يعلم مداها وضررها إلا الله 0
وتكمن خطورة هذه الاعتقادات أنها تمس عقيدة المسلم وتخدشها ، وتوقعه بالكفر والشرك والبدعة والمعصية بحسب حال اعتقاده ، والوقوع في ذلك واعتناقه والاعتقاد به يورث إثما وسخطا وعقوبة من الحق تبارك وتعالى وحجة على فاعله ومرتكبه ، ولا بد أن ندرك أن العقيدة والدين هو ما ورثناه من الكتاب والسنة ، ومنهج السلف وأقوال أهل العلم ، لا المتوارث عن الأباء والأجداد ، أو العادات والتقاليد المخالفة لشرع الله ومنهجه ، ويستثنى من ذلك العادة المحكمة التي لا تتعارض مع الأحكام الشرعية ، وأقتصر هنا بذكر بعض الاعتقادات الخاطئة المتعلقة بالجوانب الروحية الخاصة بالعين والحسد وقد أفرد موضوعاً آخر يتحدث عن الاعتقادات الخاطئة المتعلقة بالصرع والسحر وكذلك المتعلقة بالرقية الشرعية بشكل عام ، أما الاعتقادات الخاطئة المتعلقة بالعين والحسد فهي على النحو التالي :
01)- الاعتقاد بأن صلاة الجنازة على العائن وهو حي تذهب العين والحسد 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم صلاة الجنازة على العائن وهو نائم لرد العين والحسد ؟
فأجاب -حفظه الله- : ( اشتهر عند العامة هذا الفعل فتراهم إذا عرفوا عن إنسان يصيب بعينه يصلون عليه كصلاة الجنازة سواء برضاه أو بغير رضاه أو في حال نومه ، ويزعمون أن ذلك يبطل تأثير إصابته سواء في الماضي أو في المستقبل ، كما أن الميت تبطل تأثير عينه ، ولكن هذا لا دليل عليه ولا أظنه يفيد ، وذلك أن نفسه لا تزال على ما هي عليه من الشر والحسد فلا يزول أثرها ما دامت الروح في الجسد إلا أن يشاء الله ، فكونهم يشبهونه بالميت لا يعتبر تشبيها واقعيا ولو ادعوا التجربة وحصول التأثير ، فإن ذلك وإن حصل به نفع أو تخفيف ، فإنه غير مطرد فلا أرى جوازه والله أعلم ) ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين – ص 247 ) 0
02)- الاعتقاد بفضلات البول والغائط لعلاج العين :
يلجأ البعض للأخذ من الفضلات العائدة لبول أو غائط العائن لعلاج العين والحسد ، وهذا اعتقاد باطل كما أفتى بذلك علماؤنا حفظهم الله ومنهم فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، حيث يقول : ( أما الأخذ من فضلاته العائدة من بوله أو غائطه فليس له أصل ) ( فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين – 1 / 195 ) 0
03)- الاعتقاد بالتبخر بتراب العائن لعلاج العين والحسد :
يعتقد البعض أن الأخذ من أثر تراب العائن وتبخير المعين منه ، يؤدي للشفاء وإزالة العين والحسد ، وهذا مشابه لما يقوم به السحرة من إطلاق البخور واستخدامها في الطلاسم والتمائم السحرية 0
04)- الاعتقاد بألفاظ معينة غريبة وتعليقها على الأطفال والحوانيت والحيوانات ، اتقاء للعين والحسد :
يعتقد البعض بألفاظ غريبة دخيلة ، او تلك التي لا يفقه معناها اتقاء وردا للعين والحسد ، مثل قولهم ” خمسة وخميسة ” ( قلت : وقول خمسة وخميسة لدفع أذى العائن أو الحاسد لا تجوز مطلقا لأنها مبنية على اعتقاد جاهلي حيث أن المقصود بها خمس آيات من سورة الفلق ، فبدل أن تقرأ ويتعوذ بها المتعوذون كما هو ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلجأ بعض الجهلة لهذا القول ، وكان حري بهؤلاء أن يلجأوا إلى الله سبحانه وتعالى والرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة لتحصين أنفسهم ووقايتها من هذه الآفة ونحوها من الأمراض الروحية الأخرى ) أو عين الحسود فيها عود وكتابة ذلك في أماكن مختلفة كالبيوت والسيارات ونحوه 0
قال الأستاذ أحمد الشميمري : ( خمسة وخميسة في عين الحسود : المقصود بها خمس آيات سورة الفلق فبدلا أن يقرأوها تجدهم يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير فيقولون هذه المقالة اختصارا ) ( العين حق – ص 83 ) 0
قال الشيخ محمد عبدالسلام الشقيري : ( التعاليق على الأطفال والحوانيت والحيوانات ومن ذلك الفاسوخ وخمسة وخميسة يعلقنه على الأطفال ليعيشوا وهي خرزات زرقاء مخرقة ، والإسلام يحرم هذا ويعده شركا ، فعلى الرجال أن يعلموا وينبهوا على نسائهم ) ( السنن والمبتدعات – ص 330 ) 0
05)- الاعتقاد بالخشب لرد العين والحسد :
يعتقد البعض أن مسك الخشب ولمسه يرد العين والحسد ، وهذا ملاحظ مشاهد في كثير من دول العالم الإسلامي ، فإن تلفظ أحد بكلمات إعجاب وإطراء لأمر ما ، يقال ( امسك الخشب ) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن الاعتقاد بمسك الخشب ردا للعين والحسد ؟
فأجاب – حفظه الله – : ( لا أذكر دليلا ولا تجربة على أن مسك الخشب يرد العين أو الحسد حيث أن الخشب كغيره من الأدوات فلم ينقل أن مسك الحصى والحجارة والعصي أو الأقلام أو الأحذية أو الأواني يمنع من تأثير العين أو الحسد فإن جرب مسك الخشب وحصل منه تأثير فهو حسب التجربة ، وإلا فلا يجوز اعتماد شيء لا دليل عليه ، ولو كان يعتقد أنه سبب وأن التأثير يتوقف على تقدير الله وخلقه ، وذلك لأن فتح هذا الباب قد يدعو إلى الاعتقاد في هذه المخلوقات والاعتماد عليها كدوافع وذلك مما ينافي كمال التوحيد ) ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين – تحت الطبع – ص 255 ، 256 ) 0
يقول الأستاذ منصور بن إبراهيم الخميس عن بعض البدع المنتشرة في العالم الإسلامي : ( وضع اليد على الخشب ولمسه أو الحث على ذلك أو الطرق عليه وذلك وقاية من العين 0
وأساس هذا الاعتقاد أن بعض القرويين في أوروبا – خلال القرون الوسطى – كانوا يعتقدون أن الأرواح الشريرة تسكن في جوف الأشجار وتمكث فيها ، حتى بعد قطعها وتشكيلها إلى أثاث أو أبواب وخلافه ، وعند طرق الخشب تهرب الأرواح الشريرة ولكنها تعود بعد برهة ) ( العيون القاتلة – ص 18 ) 0
06)- الاعتقاد بالخواتم المحلاة بالخرز الأزرق اتقاء للعين والحسد :
يعتقد البعض باتخاذ الخواتم المحلاة بالخرز الأزرق وغيره وكتابة بعض الألفاظ الغريبة ، وقاية من العين والحسد 0
07)- الاعتقاد بتبخير البيوت بالأعشاب المتنوعة طردا للجن والشياطين، وإزالة للعين والحسد :
يعتقد البعض أن تبخير البيوت بالأعشاب يساعد في طرد الجن والشياطين ، وإزالة العين والحسد 0
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – عن جواز التبخر بالشب ، أو الأعشاب ، أو الأوراق وذلك لمن أصيب بالعين ، فأجاب : ( لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذكر لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها ، وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن ، والاستعانة بهم على الشفاء ، وإنما يعالج ذلك بالرقى الشرعية ونحوها مما ثبت في الأحاديث الصحيحة ) ( فتوى رقم 4393 ، بتاريخ 25 / 2 / 1402 هـ ) 0
قال الشيخ علي بن حسن عبد الحميد : ( وليس من شك أن استعمال البخور من صنائع المشعوذين ، حيث يجلبون الجن والشياطين ، ويستهوونهم بها على هذه النية ، فهذا لا يجوز بحال ، وأما استعمال البخور لطيب رائحته وحسن عبيره لا إشكال في جوازه في غير هذا المقام ) ( برهان الشرع في إثبات المس والصرع – ص 223 ) 0
08)- الاعتقاد بأن الخرز الأزرق والكف ونحوه، يرد ويقي حدوث العين والحسد عن الأطفال والكبار 0
قال الشيخ علي بن حسن عبد الحميد – عن تعليق الخرز : ( وهو أيضا – باطل ، ومن صنائع أهل الشرك – عياذا بالله – ) ( برهان الشرع في إثبات المس والصرع – ص 223 ) 0
09)- الاعتقاد بوضع عين زرقاء أو حذوة حصان على الأبواب وفي السيارات للحفظ من العين والحسد 0
10)- الاعتقاد بأن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ترد العين والحسد :
كأن يقال ” صلوا على النبي ” ونحوه من الأقوال ، وهذا قول مبتدع لا أصل له في الدين والشريعة 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن قول بعض الناس عندما يرى شيئاً يعجبه : ” صلاة النبي أحسن لا حسد ولا نكد ، يا أرض احفظي ما عليك ” فهل يعتبر هذا من البدعة المحرمة ؟
فأجاب – حفظه الله – : ( متى رأيت شيئاً يعجبك فقل : ” ما شاء الله لا قوة إلا بالله ” وكذا تقول : ” بارك الله لكم فيه ” أو ” اللهم بارك لهم فيه وزدهم منه ” ونحو ذلك من الدعاء الصالح ، إذا خفت عليه من إصابة العين ، ولا بأس أن تصلي على النبي e بقولك مثلاً اللهم صلي على محمد أو تقول : أعيذك من شر حاسد إذا حسد أو من شر عين لامة أو من شر كل نفس أو عين حاسد ، فأما قول صلاة النبي أحسن ويا أرض احفظي ما عليك فلا أصل لذلك وقد يدخل في البدعة ، والله أعلم ) ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين – تحت الطبع – ص 260 ، 261 ) 0
يقول الأستاذ ناصر الشميمري : ( إن مما أحدثه المحدثون لإسقاط أثر العين وردها قولهم : ” صلي على النبي ” ، أو ” يا صلاة النبي عليك ” ، ويعتقدون أن هذا القول يرد العين ويسقط أثرها ، وهذا القول مبتدع لم يرد فيه دليل صحيح ولا ضعيف ، إنما هو من كلام الصوفية ومبتدعاتهم ، وهو خطأ كبير ومزلق خطير ، قد يؤدي إلى الشرك ، إذا اعتقد قائله أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين يذكر اسمه أو يصلى عليه يرد أثر العين ) ( العين حق )0
11)- الاعتقاد بوضع آيات قرآنية معينة كآية الكرسي ، على صدور الأطفال من الذهب والفضة ونحوه ، للحفظ من العين والحسد وغيره من الأمراض الأخرى :
وفي ذلك امتهان لكتاب الله عز وجل ، لعدم إدراك الطفل معنى وقدر تلك الآيات ، فيطأها بالنجاسة والأمور المستقذرة الأخرى 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن مشروعية وضع آيات من كتاب الله عز وجل وخاصة آية الكرسي وتعليقها على صدور الأطفال ردا للعين والحسد ؟
فأجاب – حفظه الله – : ( لا يجوز عل الأصح تعليق الآيات على الأطفال أو غيرهم ، فإن ذلك من التمائم ، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد بعد ذكر قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) ( حديث صحيح – أخرجه الإمام أحمد في مسنده ، وأبو داود في سننه – صحيح الجامع 632 ) قال – رحمه الله تعالى – : التمائم شيء يعلق على الأولاد يتقون به العين لكن إذا كان المعلق من القرآن فرخص فيه بعض السلف ، وبعضهم لم يرخص فيه ويجعله من النهي عنه ومنهم ابن مسعود – رضي الله عنه – ثم ذكر عن إبراهيم النخعي – رحمه الله – قال كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن 0 ورجح الشارح المنع لعموم أدلة النهي وخوفا من التمادي وتعليق غير القرآن ولأنه قد يعتمد عليها ومن تعلق شيئا وكل إليه ، لكن عليه أن يعوذهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين من الجان وعين الإنسان ثم استعمل تعويذهم بسورتي المعوذتين وتعليمهم قراءتها في الصباح والمساء ) ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين – تحت الطبع – ص 262 ، 263 ) 0
يقول فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله – : ( لا يجوز للمسلم أن يعلق آية الكرسي أو غيرها من آيات القرآن أو الأدعية الشرعية على رقبته لدفع شر الشياطين أو للاستشفاء بها من المرض ، هذا هو الصحيح من قولي العلماء ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تعليق التمائم وهذا منه ) ( المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان – 2 / 23 ) 0
12)- الاعتقاد بحرق الأوراق المكتوبة والتبخر بها حفظا من الصرع والسحر والعين والحسد 0
وقد سئل في ذلك فضيلة الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – فأجاب : ( هذا من الخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان وهذه الورقة لا ندري ماذا كتب فيها ربما يكون قد كتب فيها الشرك والكفر بالله عز وجل من هؤلاء المشعوذين فعلى كل حال يجب عليكم تجنب مثل هذا الشيء وعليكم بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ ) ( سورة يونس – الآية 107 ) ، وقال تعالى : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ( سورة الأنعام – الآية 17 ) 0
قال الخليل عليه السلام : ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) ( سورة الشعراء – الآية 80 ) فيجب على المسلم أن يعتمد على الله في طلب الشفاء بالدعاء والعبادة والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى فهو الذي يملك الشفاء والعافية أما الذهاب إلى المخرفين والمشعوذين وأخذ الأوراق منهم واحراقها واستنشاقها وما أشبه ذلك فهذا من تلاعب الشيطان فعليكم بالتوبة إلى الله عز وجل من هذا وعليكم أيضا بالأخذ بما أباح الله من الأدوية فإن الله : ( ما أنزل داء إلا أنزل له دواء ، علمه من علمه وجهله من جهله ) ( حديث صحيح – أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب الطب ) ، وكلاهما من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ) فعليكم بتعاطي الأدوية المباحة والعلاج بالطب المباح أما التعالج بالشعوذة والخرافات فهذا لا يجوز للمسلم ) ( السحر والشعوذة – ص 87 ، 88 ) 0
13)- الاعتقاد بتمائم معينة تحتوي على الحبوب والملح والنقود والشب والشعير ونحوه ، ظنا في وقاية المولود وحفظه وسلامته من العين والحسد 0
14)- الاعتقاد بأن الإنسان لا يصيب نفسه وماله وأهله بالعين :
هذا وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم غير ذلك ، فقد ثبت من حديث عامر بن ربيعة وسهل بن حنيف – رضي الله عنهما – قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه ، فليدع له بالبركة ، فإن العين حق ) ( حديث صحيح – أخرجه الإمام أحمد في مسنده – صحيح الجامع 556 ) 0
يقول الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – : ( العين حق كما ورد في الحديث وذلك أن العائن يعجبه الشيء الذي يراه من إنسان أو حيوان أو متاع فتتمثل نفسه الشريرة الحاسدة بشيء من الضرر فتنطلق منها ذرات سامة تؤثر في المعين بإذن الله الكوني لا الشرعي 0
وقد تحصل منه الإصابة دون قصد فقد يعين ولده أو زوجته أو دابته ونحو ذلك ) ( الفتاوى الذهبية – ص 114 ) 0
15)- الاعتقاد بالثوم للوقاية من العين والحسد 0
16)- تعليق أحذية في السيارات والبيوت ونحوه ، وقاية من العين والحسد 0
17)- تعليق الجماجم ورؤوس الحيوانات في البيت والزرع ونحوه ، دفعا وحفظا من العين والحسد :
وهذا ما يفعله أشباه المشركين مستدلين بحديث ضعيف للرسول صلى الله عليه وسلم عن علي – رضي الله عنه – قال : ” أمر بالجماجم في الزرع أن تنصب قال : قلت من أجل ماذا قال : من أجل العين ” ( خديث ضعيف – أخرجه البيهقي في السنن الكبرى – النهج السديد في تخريج أحاديث تيسير العزيز الحميد – 96 ) 0
18)- عقد الخيوط الخضراء والسوداء والنفث فيها لعقد الرجل أو ظنا ووقاية من العين والحسد 0
يقول صاحبا كتاب ” المعتقدات الشعبية في التراث العربي ” : ( وتقوم بعض العجائز في ساعة عقد القران ، بعقد عُقَدِ في خيط ، وتقرأ بعض التعاويذ ، فيفقد الرجل فحولته ، ويؤول الزواج إلى الفشل المحقّق 0 وهذا النوع من الرقى يقوم على أساس السحر ) ( المعتقدات الشعبية في التراث العربي – ص 169 ) 0
19)- عدم العناية بنظافة الأولاد ، للوقاية من العين والحسد 0
20)- تسمية الأولاد بأسماء قبيحة، للوقاية من العين والحسد 0
21)- كسر البيض على السيارة ونحوها ، للوقاية من العين والحسد 0
22)- البصق والتفل عل الأشياء التي يظن إنها مصابة بالعين والحسد0
23)- حرق اسم العائن أو الحاسد بنية الشفاء من العين والحسد 0
24)- توزيع الأطعمة في مكان الإصابة بالعين أو الحسد 0
25)- تسخين الرصاص واستخدامه طردا للجن والشياطين ، وللوقاية من العين والحسد 0
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – عن حكم صب الرصاص على الرأس لفك السحر ؟
فأجابت : ولا يجوز له أن يخضع لما يزعمون علاجا من صب رصاصا ونحوه على رأسه فإن هذا من الكهانة ورضاه بذلك مساعدة لهم على الكهانة والاستعانة بشياطين الجن ) ( جزء من فتوى – مجلة البحوث الإسلامية العدد 19 – فتاوى العلماء – ص 30 ) 0
قال الشيخ علي بن حسن عبد الحميد – عن استخدام الرصاص : ( هذا منه إحالة على غير مليء ، فإن شيوع الفعل لا يدل على تسويغه ، أو التهوين من أمره ، فهذا الصنيع باطل بالمرة ) ( برهان الشرع في إثبات المس والصرع – ص 223 ) 0
قال أبو بكر بن محمد الحنبلي : ( ولا يجوز للمسلم أن يخضع لما يزعمونه علاجاً ؛ كنمنمتهم بالطلاسم ، أو صبِّ الرصاص ، ونحو ذلك من الخرافات التي يعملونها ، فإن هذا من الكهانة ، والتلبيس على الناس ، ومن رضي بذلك ؛ فقد ساعدهم على باطلهم وكفرهم ) ( علاج الأمور السحرية من الشريعة الإسلامية – ص 102 ) 0
26)- الاعتقاد ببخور عاشوراء رقية ودفعا للحسد والنكد والسحر :-
قال الشيخ محمد عبدالسلام الشقيري : ( وبخور عاشوراء واعتقاد إنه رقية نافعة لدفع الحسد والنكد والسحر وكل شيء ، اعتقاد شركي ، حقير وشر على عقول الأبناء مستطير ) ( السنن والمبتدعات – ص 134 ، 135 ) 0
27)- إلقاء قطعة من الطعام على الأرض إذا لاحظ من ينظر إليه خوفا من العين 0
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن ذلك فأجاب – حفظه الله – : ( هذا اعتقاد فاسد ، ومخالف لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط ما بها من الأذى وليأكلها 000 الحديث ” حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الأشربة ” ( كتاب المسلمون – ص 205 ) 0
28)- الاعتقاد بتحصيل منفعة أو دفع ضرر في تعليق بعض أجزاء الحيوانات ومن ذلك :-
* ابن آوى : إذا علقت عينه اليمنى على من يخاف العين ، أمن ؛ ولم تضره عين عائن ( حياة الحيوان الكبرى للدميري – 1 / 152 ) 0
* الغراب : إذا علق منقاره على إنسان حفظه ذلك من العين ( حياة الحيوان الكبرى للدميري – 1 / 255 ) 0
* الذئب : إذا علقت عينه على من يصرع حفظه ذلك من الصرع ( حياة الحيوان الكبرى للدميري – 1 / 356 ) 0
* الثعلب : إذا شد نابه على الصبي الذي به ريح الصبيان ، أذهب ذلك عنه ، وأمن من الفزع في النوم ( حياة الحيوان الكبرى للدميري – 1 / 519 ) 0
29)- الاعتقاد بوضع المصحف في السيارة دفعاً للعين أو توقياً للخطر 0
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم وضع المصحف في السيارة من أجل التبرك والحصن من العين وأيضاً خشية أن تصدم ؟
فأجاب – حفظه الله – : ( حكم وضع المصحف في السيارة دفعاً للعين أو توقياً للخطر بدعة فإن الصحابة – رضي الله عنهم – لم يكونوا يحملون المصحف دفعاً للخطر أو للعين وإذا كان بدعة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ” ” حديث صحيح – أخرجه الإمام أحمد في مسنده ، وأبو داود في سننه ، والترمذي في سننه ، وابن ماجة في سننه – صحيح الجامع 2549 ” ) ( البدع والمحدثات وما لا أصل له – ص 259 ) 0
فقد تم استعراض كثير من الاعتقادات الفاسدة المتعلقة بموضوع العين والحسد ، وأذيل بعد هذا العرض بكلام مبدع للشيخ حافظ حكمي – رحمه الله – يقول فيه : ( إن كثيرا من هذه الخرافات لا تزال موجودة بين كثير من العامة ، وعلى سبيل المثال ما يعتقدونه في أعين الذئاب ، وناب الضبع ، وعظام النسور من أنها تحفظ من تعلقها من الإصابة بالعين ) ( معارج القبول – 1 / 458 ) 0
لقد تم استعراض كثير من الاعتقادات المنحرفة الضالة عن منهج الكتاب والسنة فيما يتعلق بالعين والحسد ، وما يؤرق الفؤاد أسا وحرقة أن يرى انتشار كثير من تلك الاعتقادات الخاطئة بين الرجال والنساء على السواء ، وقد يقع الانسان نتيجة لذلك الاعتقاد في الكفر والشرك والبدعة والمعصية بحسب حال اعتقاده ، ومن هنا كانت أهمية الالتزام بتعاليم الكتاب والسنة والسير على خطى الصحابة والتابعين والسلف وعلماء الأمة ، دون تقليد أو اتباع لكثير مما يرى على الساحة اليوم ، ونعتقد جازمين أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تؤثر حذوة حصان أو جرة أو مسمار في تحديد مسار حياة الانسان ومعيشته ، والمسلم الحق ينقاد بتعاليم الكتاب والسنة ويفوض أمره الى خالقه ، فيعيش قرير العين مستكين الفؤاد لعلمه اليقين بأن مقادير الأمور بيد الله سبحانه وتعالى وتحت تقديره ومشيئته 0
سائلاً المولى عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يخلص سرائرنا وبواطننا إنه سميع مجيب الدعاء 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم