علاج الـمحسود
يتم علاج المحسود بطرقتين هما الأصل في العلاج وطرق أخرى ابتدعها العوام أذكر بعضا منها وأبداء بالأصل .
اغتسال المحسود بغسل العائن :
وتستخدم هذه الطريقة إذا عرف الحاسد ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ الْعَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا ” رواه مسلم في صحيحه ” ، وعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ يُؤْمَرُ الْعَائِنُ فَيَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ الْمَعِينُ . رواه أبو داود
علاج المحسود بالرقية:
إذا لم يعرف العائن أو تحرج من مصارحته ، نلجأ إلى رقية المحسود بالرقى والتحصينات الشرعية : أخرج مسلم في صحيحه عن حُصَيْن بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ البَارِحَةَ قُلْتُ أَنَا ثُمَّ قُلْتُ أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاةٍ وَلَكِنِّي لُدِغْتُ قَالَ فَمَاذَا صَنَعْتَ قُلْتُ اسْتَرْقَيْتُ قَالَ فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ قُلْتُ حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ فَقَالَ وَمَا حَدَّثَكُمُ الشَّعْبِيُّ قُلْتُ حَدَّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الاسْلَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ لا رُقْيَةَ إلا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ . وعند مسلم عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ .
اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي في يدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، ونور بصري، وذهاب همي، وجلاء حزني.
اللهم ذا السلطان العظيم والمن القديم ذا الوجه الكريم ولي الكلمات التامات والدعوات المستجابات عافني وعاف المسلمين من أنفس الجن وأعين الإنس يارب العالمين .
اللهم اصرف عني حر العين ، وبرد العين ، ووصب العين .
أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامه.
اللهم رب الناس أذهب البأس ، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما .
بسم الله أرقي نفسي ، من كل شيء يؤذيني ، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيني ، بسم الله أرقي نفسي .
تقرأ الرقية على المصاب مباشرة ، وتقرأها على الماء ليغتسل به المصاب على أن يسكب الماء على بدنه مرة واحدة من خلفه بحيث يعم جميع بدنه ، أو أن يضعه في حوض ويضيف عليه من الماء ما يعم جميع بدنه ويجلس فيه لمدة ربع ساعة أو نحوها. وينبغي على المصاب بالحسد أن يداوم على قراءة هذه الرقية حتى يزول البلاء بإذن الله تعالى .
علاج المحسود عند العوام :
يعالج عوام الناس الشخص المصاب بالعين عن طريق أخذ شيئ من أثر العائن من عرقه أو بقايا طعامه ، أو قطعة من ثوبه أو غترته أو طاقيته أو شيئاً من ملابسة ، أو شعره ثم يضعونه في الماء ويسقون المحسود بعضه ويغتسل بالباقي ، ويضع البعض الأثر المأخوذ من العائن على النار ويتبخر به المعيون . هذا في حالة معرفة العائن والخوف من مصارحته واتهامه بالحسد ؛ يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين : أما الأخذ من فضلاته العائدة من بوله أو غائطه فليس له أصل ، وكذلك الأخذ من أثره وإنما الوارد ما سبق ذكره من غسل أعضائه وداخلة إزاره ولعل مثلها داخلة غترته وطاقيته وثوبه والله اعلم أ.هـ.
أما إذا عرف العائن ولم يكن من حرج أن يخبر بان عينه أصابت المعيون فالعوام تطلب من العائن ، أن ينفث على جسم المعيون ويذكر الله ويبرك عليه ، أما في حالة عدم معرفة العائن فيستخدم الشب وبعض الأعشاب التي يعرفها كثيراً من أصحاب العطارة .
الوقاية من العين :
إن الوقاية من العين تكون بالمحافظة على الأذكار والأدعية الصحيحة الواردة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وعدم إظهار النعمة على أكمل صورة عند من عرف عنه الحسد والجشع والغيرة ، وقد ذكر البغوي أن عثمان رضي الله عنه رأى صبيا مليحا فقال: ” دسموا نونته لئلا تصيبه العين ” ، أي غيروا من شكله وجماله ، يقول الشاعر :
شَخَصَ الأنامُ إلى كمالك فاستَعِذْ
من شر أعينهمْ بعَيْب واحدِ
أما ما يفعله بعض جهلة الناس اليوم من تعليق الودع والخرز والتمائم وشكل الكف في وسطه عين مرسومة وأشكال أخرى كثيرة تعتقد بها وتفعلها العوام لدفع العين ، هذه الأمور هي في الحقيقة ليست من الدين ولم يرد فيها حديث صحيح ولا حتى حديث ضعيف ، بل ورد النهي عنها كما جاء في الحديث في مسند أحمد عن عُقْبَةَ بن عَامِرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلا وَدَعَ اللَّهُ لَهُ ، وعند الترمذي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عِيسَى أَخِيهِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ أَبِي مَعْبَدِ الْجُهَنِيِّ أَعُودُهُ وَبِهِ حُمْرَةٌ فَقُلْنَا ألا تُعَلِّقُ شَيْئًا قَالَ الْمَوْتُ أَقْرَبُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ